إجابة:anhar elmahdy

لقد افترض عالم الأنثروبولوجيا وعالم التشريح البريطاني آرثر تومسون في أواخر القرن التاسع عشر بأن الأشخاص الذين لديهم أصول أجداد من المناطق ذات المناخات الباردة و القاحلة من المحتمل أن تكون أنوفهم أطول وأرق ، في حين يملك الأشخاص الذين أتوا من مناطق دافئة و رطبة أنوف أقصر وأثخن . حيث أن نظريته تؤكد تأثير المناخ العميق على شكل الأنف البشري أكثر من أي عامل تطوري آخر ، و لأن تسخين وترطيب الهواء المستنشق من خلال فتحات الأنف تعتبر من أهم وظائف الأنف ولهذا السبب أنه أمر مفيد للغاية للأشخاص في المناطق الباردة بأن يكون لديهم أنف ضيق والعكس صحيح. على مر السنين ، اختبر العلماء قاعدة تومسون حول الأنف من خلال قياس الجمجمة ، ولكن حتى وقت قريب لم يدرس أي شخص أبعاد هذه القاعدة على الأشخاص الأحياء. قام عدد من باحثي جامعة ولاية بنسلفانيا بدراسة نشرت يوم الخميس في صحيفة PLOS Genetics، مؤكدين بأن تومسون كان محق نوعاً ما، وكما استنتجوا بأن حجم وشكل الأنف تطور جزئياً ،كاستجابة للظروف المناخية المحلية. إن أرسلان زيدي ، الباحث في ما بعد الدكتوراه بعلم الأحياء والمؤلف الرئيسي لهذه الدراسة يقول : "نحن مهتمون بشكل رئيسي حول فهم كيف يحدث الاختلاف البشري". "من الأسئلة التي نطرحها هي الأسئلة التالية: لماذا نبدو مختلفين عن بعضنا ؟ لماذا يختلف شكل الذكور عن الإناث ؟ لماذا توجد اختلافات بين البشر من مجموعات مختلفة ؟ ركزنا على الأنف لأن هناك مجموعة كبيرة من العوامل التي تشير إلى أنه ربما تغير شكل الأنف استجابة للمناخ. " إن هذا البحث مهم للغاية وذلك لأنه يمكن أن يكون لدراسة التطور البشري والتكيف آثار كبيرة على صحة الإنسان. مثلا ، إن الأشخاص أصحاب البشرة البيضاء من الأصل الأوروبي الشمالي معرضين خطر أكبر لحروق الشمس وسرطانات الجلد عندما يعيشوا في مكان قريب من خط الاستواء. كذلك يحمل الأفراد أصحاب البشرة الداكنة خطر متزايد لنقص فيتامين دي عند تواجدهم في أماكن خطوط العرض العليا. يقول زيدي: " إن هذه المخاطر هي نتيجة مباشرة لتطور أجسامنا عبر التاريخ حيث أن البشرة الداكنة تشكلت لحمايتنا بسبب التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية ، بينما البشرة الفاتحة تطورت للسماح لأجسامنا بامتصاص الأشعة فوق البنفسجية لنكون قادرين على الحصول على المزيد من فيتامين (د). لكن كان تطور شكل الأنف يتأثر بالفعل بالمناخ ، هل يزيد الانتقال إلى مناخ مختلف من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي؟ إنه غير واضح في الوقت الحالي لكن من المهم متابعته ". نظر الباحثون إلى مجموعة متنوعة من قياسات الأنف وذلك من خلال استخدام التصوير الوجه ثلاثي الأبعاد و فحص عرض فتحات الأنف ، والمسافة بين هذه الفتحات ، وارتفاع الأنف ، وطول الأنف ، و بروز الأنف ، بالإضافة إلى المنطقة الخارجية للأنف ، ومنطقة الفتحات. تم التركيز في البحث على الأفراد من أربعة أجداد وأصول مختلفة : من جنوب آسيا و شرق آسيا وغرب أفريقيا و شمالي أوروبا. حينها تم طرح سؤالين: هل لبعض جوانب شكل الأنف متنوعة بين السكان أكثر من المتوقع بسبب الانحرافات الوراثية؟ (إن الانحراف الوراثي هو عملية تطورية عشوائية تؤدي لحدوث اختلافات بين السكان على مر الزمن وذلك عن طريق الصدفة.) و إذا كان الأمر كذلك، هل يمكن تفسير تلك الاختلافات بسبب تأثير عوامل المناخ؟ "فإذا تم عزل مجموعتين لفترة طويلة فمن المتوقع أن تبدو أنوف كل مجموعة مختلفة عن المجموعة الأخرى وذلك بسبب الانحراف الوراثي" ، كما يقول زيدي إننا بحاجة لاستبعاد ذلك من أجل إظهار أن التباين بين البشر كان لأسباب أكثر من كونها تعود إلى الانحراف الوراثي فقط. من بين القياسات السبعة حول شكل الأنف ، هناك قياسين يتعلقان بعرض الأنف ليجعل الاختلاف بين السكان أكبر من المتوقع بسبب الانحراف الوراثي. مما يعني بأن الفرق في عرض الأنف بين البشر أكثر من كونه متعلق بالصدفة العشوائية. " وجد الباحثون علاقة واضحة بين عرض الأنف و درجة الحرارة و الرطوبة، مما يشير إلى أن الانتقاء الطبيعي يلعب على دور هام للغاية في تطور شكل الأنف البشري. حيث أن الانتقاء الطبيعي هو عملية ميل الكائنات الحية للتكيف بشكل جيد مع البيئة التي تعيش فيها من أجل البقاء على قيد الحياة ونقل سماتها إلى الأجيال اللاحقة ، بينما تموت الكائنات غير المُعدلة . لكن تطور البشر بشكل مستمر وفي هذه الأيام ،لذلك إنه من غير المألوف أن يعيش شخص من منطقة ذات مناخ بارد لوقت طويل عند خط الاستواء. كما يقول زيدي: "أن التطور يستغرق وقت طويل للغاية ". "فإذا تغير شكل الأنف مسبقاً للتكيف مع المناخ المحلي من المحتمل أن هذا الأمر قد استغرق عشرات آلاف السنين. لذلك ، من المحتمل أن يبقى لأحفادنا أنوف واسعة "أنا باكستاني الأصل " و حتى لو استمروا في العيش في مناخات أكثر برودة طالما بقوا مستمرين في الزواج من آسيويين جنوبيين آخرين. " بالإضافة إلى ذلك، " لا يتفق الاختلاف البشري مع مفاهيم العرق" كما يضيف بأنه ."توجد تشابه بين البشر من مجموعات سكانية مختلفة أكثر من الاختلافات الوراثية، بينما السمات مثل تصبغ الجلد وعرض الأنف قد تختلف أكثر لأنها أمثلة على السمات الخارجية التي تتأثر بالبيئة وتتطور بشكل أسرع من الصفات البشرية الأخرى. وذلك يعتبر استثناء وليس القاعدة إن هذا شيء مهم للغاية وذلك لأن الناس يميلوا للتركيز على الاختلافات بالإضافة إلى تجاهل أوجه التشابه ". لاحظ الباحثون وجود تطور لعوامل أخرى، كالاختلافات بين الجنسين و يميل الرجال لأن يكونوا أكبر من النساء، مثلا تميل أنوف الرجال لأن تكون أكبر. كما تظهر اختلافات أخرى لأن الناس قد يفضلون شركائهم بأنوف أصغر أو أكبر. وفقا للعلماء قد تكون مفاهيم الجمال مرتبطة بتكيف الأنف مع المناخ المحلي بشكل جيد. أما بالنسبة للمستقبل يؤكد زيدي بأن التطور هو عملية عشوائية ، مما يجعل التنبؤ بما سيحدث للأنف البشري استجابة للاحتباس الحراري أمر صعب للغاية. حيث يقول: "إن التطور البشري ، في هذه المرحلة ، مختلف عن التطور في الماضي". "حيث أن أنماط حياتنا ليست كما كانت عليه في الماضي ،ونحن ننتقل حول العالم. مما يجعل الأمر معقد للغاية للتنبؤ بالتطور المستقبلي لشكل الأنف مع تغير المناخ. " هذا ما كتبته مارلين سيمونز الكاتبة لصحيفة Nexus Media وهي صحيفة إخبارية مشتركة حول المناخ والطاقة و السياسة والفن والثقافة. •

71
0
إجابة:جمعه الخفاجي

العرب لديهم أنوف طويلة لمساعدتهم في شم المياه وذلك أمر جيد في الصحراء. حيث السود لديهم أنوف مسطحة بالإضافة لفتحات الأنف الكبيرة. إن وجود القرود في الأدغال الرطبة والحارة وفي مناطق السافانا الجافة تسببت في تكبير فتحات الأنف وفي رفع الأنف ، ذلك يساعدهم على شم النباتات و تناول الأطعمة ، بالإضافة إلى استنشاق هواء رطب للغاية. بينما حافظ البيض على شكل الأنف لديهم وذلك لأن البيض من نسل "مشاة الشاطئ" ممن غادروا أدغال افريقيا و السافانا ، و عاشوا على الشواطئ ، وساروا عليها بحثاً عن الطعام. فإذا كنت تسبح كثيراً ، فأنت لا ترغب في أن تكون فتحات الأنف لديك مفتوحة وكبيرة. بل تريد أنف نحيف ومنبسط مع فتحات أنف صغيرة اتبع مشاة الشواطئ في جميع أنحاء العالم. حيث أن الآسيويون يملكوا أنوف مسطحة ، لأنه اذا كان الأنف "بارز" في المناطق شديدة البرودة سيجعله يتجمد . لذلك ،من الأفضل أن يكون الأنف مسطح لأن جميع التكيفات "الذكية" مع المناخ والعوامل السيئة مثل مصادر الغذاء والرطوبة ، أو العثور على الماء في المناطق الجافة ، أو السباحة بسهولة في الماء دون دخول الماء في أنفك.

23
0