تلك أسطورة. عموما، عمر الحمل مهم لسببين فقط. ١-نضج الرئتين ينتج الأطفال مادة تدعى بالسطحي الرئوي. يمنع تركيب البروتين الدهني هذه الحويصلات الهوائية (الجزء الوظيفي من الرئتين ) من الانهيار من خلال تقليل التوتر الظاهري. لنفكر بالحويصلات الهوائية كبوالين صغيرة جدا و دبقة. في كل مرة تستنشق تمتلئ البالونات بالهواء وفي كل مرة تزفر تنهار البالونات. إذا لم يكن لديك نوع زيت ما لتجعل سطح البالون زلق ستلتصق جدران هذا البالون بعد أن يفرغ من الهواء وسيصبح ملأها بالهواء أصعب وأصعب حتى تتضرر الجدران. يمنع السطح الرئوي هذا. يوجد خلايا في الحويصلات الهوائية مسؤولة عن إنتاج هذه المادة وتبدأ بالعمل تقريبا بين الاسابيع ٢٠ -٢٤ أسبوع. من تلك اللحظة فصاعدا ، سيزداد إنتاج السطحي الرئوي مع مرور الأسابيع وستبدأ خلايا أكثر في كل حويصل هوائي بالعمل حتى يصل الإنتاج ذروته في الأسبوع ٣٥. بحلول هذا الوقت ، ستحافظ كل الحويصلات على إنتاج فعال ومستمر للسطحي الرئوي وستصل الرئتين إلى حالة من النضج بحيث يمكنها أن تتحمل تبادل الغاز خارج الرحم . ٢-أخطار تتعلق بالوزن والنضوج قبل الأوان نحن لانستخدم الأشهر خلال الحمل بل نستخدم الأسابيع. لايوجد حمل يستمر تسعة أشهر (٣٦ أسبوع ). في الواقع يستمر الحمل عشرة أشهر ونصف(٤٢ أسبوع). خلال الثلث الأخير من الحمل تتشكل معظم الأجهزة ، تصبح الرئتين جاهزتان لتسمحان بتبادل الغاز ويركز الجنين على اكتساب الوزن قدر الإمكان تحضيرا للحياة خارج الرحم. تتصاعد هذه الحالة بثبات كل أسبوع. كلما بقي الجنين أكثر في الرحم كلما كان أكثر استعدادا لمواجهة هذا. لكنها ليست بهذه البساطة. يوجد نوعان من عمر الحمل واحد هو التوليد والآخر هو طب الأطفال . يحدد عمر الحمل التوليدي كم نضج الطفل الخدج المتأخر : ٣٤-٣٦ أسبوع (حوالي ثمانية أشهر) الخدج باعتدال: ٣٢-٣٤ أسبوع (حوالي سبعة أشهر ) الخدج إلى حد كبير :٢-٥ اسابيع او أقل بمجرد ولادة الطفل نستخدم أنواعا مختلفة من الاختبارات لتحديد عمر الحمل للأطفال استنادا لمعايير جسدية وعصبية من أجل الأطفال حديثي الولادة الخدج ، نحن نستخدم اختبار بالارد ومن هنا نقوم بتصنيف كل طفل ونقوم بالتشخيص. نستخدم وزن الولادة +عمر الحمل لنصنف الأطفال أنهم صغار ، مناسبين او كبار بالنسبة لعمر الحمل . او نستطيع ببساطة أن نستخدم الوزن لتصنيفها على أنها وزن ولادة منخفض ، منخفض جدا او منخفض للغاية. ولماذا أخبركم بكل هذا ؟ لان العمر الحملي ليس المعيار الوحيد ذو الصلة لتحديد معدل بقاء المواليد الخدج. الولادة المبكرة هي حالة التوليد متعددة العوامل التي يمكن ان تجلب عددا من المضاعفات. دائما تنطبق القاعدة العامة. كلما كان الطفل سابق لأوانه كلما كان غير ناضج مما يعرضه لخطر عدد أكبر من المضاعفات الوليدة الشائعة للغاية والتي عادة تكون مرتبطة ببعضها البعض (الالتهابات ، متلازمة الضائقة التنفسية ، العصبية ، المعدية ومضاعفات القلب والأوعية الدموية ومشاكل العيون والسمع.. إلخ) مامن طفل يموت بسبب الخداج ، يموت الأطفال بسبب المضاعفات التي يجلبها الخداج. لكن لاتضمن هذه المعايير بقاء الطفل الخديج. يمكن ان يموت طفل يولد في الأسبوع ٣٥ والطفل الذي يولد في الأسبوع ٣٠ يمكن ان يبقى على قيد الحياة.كل هذا يتوقف على تاريخ التوليد والإدارة الفعالة لأنه كما قلت فإن الخداج دائما مايكون متعدد العوامل ويرتبط عموما بمضاعفات الولادة او الجنين. النساء اللواتي يعانين من سكر الحمل مثلا معرضات لخطر الولادة المبكرة والأجنة الكبيرة وهذا يعني انه يمكنهن ان يلدن مولود قبل الأوان كبير بالنسبة لعمره الحملي ولكن لايزال وزنه منخفضا عند الولادة. يمكن لسكر الحمل ان يؤثر على إنتاج السطحي الرئوي لهذا يمكن ان يعاني هذا الطفل المعين من مضاعفات في الجهاز التنفسي أكثر من أي طفل آخر ولد في نفس عمر الحمل بوزن اقل او قبل اسبوع. لدينا أيضا استراتيجيات لمنع بعض المضاعفات. مثلا إعطاء جرعتين من الستيروئيدات القشرية للأم أثناء المخاض قبل الاوان قبل ٣٥اسبوعا من الحمل يحفز نضوج الرئتين لدى الأجنة. يمكن ان يقلل هذا الإجراء البسيط من مخاطر متلازمة الضائقة التنفسية بشكل كبير . لذلك فإن الخدج المولودين من مخاض سابق لأوانه ولم تتم إدارته بشكل فعال سيكونون اكثر عرضة للوفاة من طفل الخداج الآخر الذي ولد من ام واجهت تدبير فعال أثناء المخاض . أخيرا يزيد او ينقص المركز الصحي الذي تحدث فيه الولادة من معدلات البقاء على قيد الحياة . بعض وحدات الأطفال حديثي الولادة مجهزة لتستقبل الاطفال الخدج او الخدج كثيرا اكثر من غيرها.اخرى تكون متخصصة للغاية. لن يواجه جميع الأطفال الخداج نفس المضاعفات. على سبيل المثال سوف يكون معدل البقاء على قيد الحياة أخفض للطفل المصاب بأمراض القلب شديدة التعقيد والمولود في أسابيع اكثر من الطفل المولود بأسابيع أقل ويعاني من مضاعفات تنفسية ولكنها لاتتطلب جراحة. في الختام الخدج معقد للغاية وتحضر فترة الولادة مضاعفاتها الخاصة. لهذا السبب يوجد حديثي الولادة كتخصص منفصل لمحترفي الصحة.
أعتقد أنه يبدو أن هناك سوء فهم لما يعنيه ان تكون خداج ثمانية أشهر. ويعني ذلك انه من أصل ٤٠ أسبوع من الحمل ولد الطفل باكرا في الثمانية أشهر (تقريبا ٣٢ أسبوع) وهذا يعني انه قد تطور داخل الأم لمدة ثمانية أشهر فقط . الطفل الذي ولد في الشهر الثامن لن يبقى على قيد الحياة وهذا سيعتبر إجهاض. الطفل الذي ولد في الشهر السابع (تقريبا ٢٨ أسبوع )في المراحل المبكرة من الحمل لن يكون سوى ١٢ أسبوع من الحمل وهذا مايعتبر أيضا إجهاض. لاتعني صياغتك أن الطفل المولود في الشهر الثامن (٣٢ أسبوع من الحمل) ؛ في الواقع لدى الطفل المولود في الأسبوع ٣٢ من الحمل فرصة بقاء على قيد الحياة بنسبة ٩٥% . الكفل المولود في الأسبوع ٢٨ من الحمل سيكون لديه فرصة بقاؤدء على قيد الحياة بنسبة تتراوح بين ٩٠ -٩٥%. إذا كنت تعني أن الأطفال سيولدون في الشهر الثامن والشهر السابع من الحمل فأنا لست متأكد من أين تحصل على معلومات حول معدلات البقاء على قيد الحياة. تعود فرص بقاء الأطفال الخدج على قيد الحياة لكم قدرة أجسادهم على التطور بعد ولادتهم. بعد عدة دراسات ، بدأت تظهر أنماط حول احتمالات بقاء الأطفال المولودين في مراحل مختلفة من الحمل . في معظم المستشفيات ، يتم تحديد البقاء في حوالي ٢٤ أسبوع من الحمل ( تقريبا ثلاثة أشهر او بداية الثلث الثاني ) ولكن مع تطور التكنولوجيا ، فقد نجا الأطفال من عمر ٢١ اسبوع وستة أيام .مع ذلك الاطفال المولودين في عمر مبكر هو الاستثناء وليس القاعدة . واحتمالات ان يعاني الرضع المولودين في وقت مبكر من إعاقات كبيرة وعميقة مرتفعة جدا. ٢٠-٣٠% من الأطفال المولودين في الاسبوع ٢٣ يبقون على قيد الحياة. ٥٠-٧٠%من الأطفال المولودين في الأسبوع ٢٤ -٢٥ يبقون على قيد الحياة. أكثر من ٩٠ % من الأطفال المولودين في الأسبوع ٢٦ -٢٧ يبقون على قيد الحياة. الوزن عند الولادة هو عامل أيضا. الأطفال الذين يزنون عند الولادة ٥٠٠ غرام نادرا مايبقون على قيد الحياة . اكثر من ذلك ، تساهم طبيعة الولادة المبكرة بصحة الطفل و البقاء والذي يعني أن الأطفال المولودين قبل الأوان بسبب حالة طوارئ طبية مثل حدوث حالة انفكاك مشيمي ( انفصال المشيمة عن الرحم مما يؤدي إلى نزيف كبير) على الأرجح انهم اكثر عرضة للخطر بسبب نقص الأوكسجين قبل او أثناء الولادة. عامل ضخم هو تطور الرئتين. لاتتطور الرئتين بشكل كامل حتى حوالي الأسبوع ٣٧ عندما يبدأ الجسم بإنتاج السطحي الرئوي والتي هي مادة مهمة للغاية والتي تساعد في الحفاظ على الرئتين من الانهيار .إذا خاضت الأم المخاض المبكر واستطعنا إيقافه طبيا لمدة ٢٤ ساعة على الأقل (او أقرب مايمكن إلى هذا ، فمن الممكن إعطاءها مجموعة جرعات من الستيروئيد تدعى بيتاميثازون والتي تساعد في تطوير رئتي الطفل وتحسن فرصه في البقاء خارج الرحم. يرجى التفهم، بالرغم من ان البقاء يعني ببساطة العيش فهذا لايعني ان الطفل سيكون قادر على تجنب حدوث مضاعفات تغير الحياة من الخداج تتضمن اعتلال الشبكية (تلف العين الناتج عن العمى ) تلف في المخ (من نزيف في المخ أو الحرمان من الأوكسجين) خلل التنسج القصبي الرئوي ( مرض الرئة المزمن الناتج عن تطور الرئتين بشكل غير طبيعي) ، مشاكل القلب ، عدم القدرة على تنظيم درجة الحرارة ومضاعفات الجهاز الهضمي مثل التهاب الأمعاء والقولون الناخر (حالة تبدأ فيها أمعاء الطفل تموت) ،الشلل الدماغي والعديد من المضاعفات الأخرى . العديد من الأطفال الخدج قادرين على ان يتطوروا بشكل طبيعي ولاتتطور لديهم هذه المضاعفات ). ولكن كلما ولد الطفل مبكرا كلما زادت احتمالات إصابة الرضيع بإعاقة.
أسطورة قديمة وغير مجدية إنها ببساطة غير صحيحة. لقد قرأت من أين تأتي تلك الفكرة السخيفة. زوجات البحارة الغير مخلصات. غالبا ماكذبت الزوجات بشأن عمر الحمل لأطفالهن لأنهن أردن أن يظهر كما لو أن الطفل قد حمل عندما كان الزوج في المدينة. جنين ٣٥ أسبوع لديه وقت أسهل بكثير مما لدى جنين ٣١ أسبوع. معدل البقاء على قيد الحياة أفضل أيضا.
123456789
123456
أسئلة أخرى قد تهمك