لم يتم تسجيل مصطلح "الجمعة السوداء" لأول مرة كما هو متعارف عليه على يوم يرمز للتسوق في العطلات، بل إنه أُطلق لأول مرة على أزمة ماليّة حاصلة، وعلى وجه التحديد، أزمة انهيار سوق الذهب الأمريكي في الرابع والعشرين من سبتمبر سنة 1869، حيث اثنان من مموّلي وول ستريت سيئي السمعة، واللذان لا يرحمان، وهما "جاي غولد" و "جيم فيسك"، قاما معاً بشراء أكبر عدد متاح لهم من الذهب الموجود في البلاد، آملين بذلك أن يرتفع سعر الذهب إلى أعلى حدّ ممكن، ومن ثمّ يقومون ببيعه وبالتالي يحققون بذلك أرباحاً كبيرة جداً. في نهار "الجمعة" ذلك من سبتمبر، انكشفت المؤامرة في آخر لحظة وتلاشت، مما أودى بذلك إلى انهيار سوق الأسهم وإفلاس جميع الناس بدأً من نُبلاء وول ستريت وصولاً إلى المزارعين. إذا أردنا أن نتحدث عن القصة الأكثر شيوعاً وراء أصل عادة وتقليد "الجمعة السوداء"، والمرتبطة بالتسوّق ما بعد عيد الشكر، فإنها ترتبط بتجار التجزئة. حيث تقول القصة، أنه بعد عام كامل من العمل بخسارة (باللون الأحمر) ـ وسأخبركم معنى ذلك بعد قليل ـ فمن المفترض أن تجني المتاجر أرباحاً (حيث تنتقل إلى الأسود) وذلك في اليوم الذي يلي عيد الشكر، حيث أن المتسوّقين في ذلك الوقت كانوا قد أهدروا الكثير من الأموال على البضائع المنخفضة الأسعار. وكما سبق وأخبرتكم، ف على الرغم من أن التجار اعتادوا عند إجراء حساباتهم على تسجيل الخسائر باللون "الأحمر" والأرباح باللون "الأسود"، إلا أن هذا الإصدار من (أصل كلمة الجمعة السوداء) هو القصة التي تمت المصادقة عليه رسميا ـ ولكنها غير رسميّة ـ ً وراء هذا التقليد المتعارف عليه أما الآن، فيعتبر يوم "الجمعة السوداء" بمثابة يوم للتسوّق للعديد من الأسباب، فهو يعتبر اليوم الأول بعد العطلة الرئيسيّة الأخيرة قبل عيد الميلاد ، حيث يمثّل هذا الشيء بدايةً غير رسميّة لموسم التسوّق في عيد الميلاد. بالإضافة إلى ضلك أيضاً، يستغلّ أرباب العمل هذا اليوم كي يمنحوا موظفيهم يوم عطلة كجزءٍ من عطلة نهاية الأسبوع في عيد الشكر
هذا الاسم يأتي من مصطلحات المبيعات للربح والخسارة حيث أنه عندما تتجاوز نفقات المتجر لأرباحه، فيتم وصفها بأنها "باللون الأحمر"، بينما عندما تتجاوز أرباح المتجر لنفقاته فيتمّ وصفها بأنها "باللون الأسود". يعتبر يوم "الجمعة السوداء"، منذ العام 1932، بداية رسميّة لموسم التسوّق في فترة عيد الميلاد، ويطلق عليه ذلك الاسم لأنه اليوم الذي تبدأ فيه العديد من المتاجر المتعثرة والتي تحقق الربح بصعوبة بتحقيق أرباح فعليّة. بدأت هذه الفكرة خلال فترة الكساد الكبير كوسيلة لمساعدة شركات البيع بالتجزئية، حيث تقوم على تشجيع المتسوقين الأمريكيين لدعم هذه الشركات والتي كانت قابعة تحت خطر الفشل. لقد تحوّلت "الجمعة السوداء" منذ ذلك الوقت إلى وحش داكن أكثر سواداً من اللون الأسود الذي يحمله .اسمها، مما أعطى عبارة "الجمعة السوداء" مظهراً شريراً أكثر مما .كان مقصوداً به في الأصل
وفقاً لموقع ويكيبيديا، فإن أول برهان على استخدام عبارة "الجمعة السوداء" التي يتم تطبيقها في اليوم الذي يلي عيد الشكر في سياق التسوّق، يشير إلى أن هذا المصطلح نشأ في مدينة فيلادلفيا الأمريكية، حيث تمّ استخدامه لوصف اضطراب حركة المرور للمركبات الثقيلة والمشاة والتي تحدث عادةً في اليوم الذي يلي عيد الشكر، ويعود هذا الاستخدام إلى عام 1961 على أقل تقدير. بعد مرور ما يزيد عن عشرين عاماً، على مر الوقت ومع انتشار هذه العبارة بشكل أكبر وعلى نطاق أوسع، أصبح التفسير الشائع لهذه العبارة هو أن هذا اليوم يمثل المرحلة في السنة التي يبدأ فيها تجار التجزئة بجني الأرباح، وبالتالي فهم ينتقلون من مرحلة (اللون الأحمر) إلى مرحلة (اللون الأسود) كما أشرنا سابقاً إلى معانيهم.
أسئلة أخرى قد تهمك